اكتشاف 286 شهيداً تحت التعذيب من دمشق وريفها والعدد يتزايد

دمشق، ريف دمشق:
لعل الأصعب و الأقسى من مشاهدة الصور المسربة للمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب هو معرفة هوياتهم الحقيقية، وإيصال صورهم لأهاليهم الذين يعيشون على أمل معرفة مصيرهم أو حتى التعلق بأي خبر عن حياتهم.
وفي ظل وجود أكثر من ألفي صورة لوجوه نحيلة باتت أرقاماً، وقائمة طويلة لعشرات الآلاف من المعتقلين مجهولي المصير في سجون نظام الأسد.
وحقيقة فإنه لا يوجد رقم دقيق للشهداء الذين تم التعرف عليهم من خلال تلك الصور المسربة حتى اللحظة، في ظل رفض الكثير من أهالي المعتقلين تأكيد وفاة أبنائهم التي يشتبه بها الناشطون، وخاصة مع تغير ملامح معظمهم وظهور آثار التعذيب وسوء التغذية على وجوههم.
286 شهيد هي آخر حصيلة لشهداء دمشق وريفها.
تم إحصائهم من خلال ناشطي أكثر من 30 بلدة وحي ومدينة في العاصمة دمشق وريفها، وما يزال العدد متواتراً ومرشحاً للارتفاع مع استمرار عمليات البحث بين الصور.
تم إحصائهم من خلال ناشطي أكثر من 30 بلدة وحي ومدينة في العاصمة دمشق وريفها، وما يزال العدد متواتراً ومرشحاً للارتفاع مع استمرار عمليات البحث بين الصور.
ما تزال مدينة داريا تتصدر رأس القائمة، حيث ارتفع عدد الشهداء الذين تم التعرف عليهم من ناشطي داريا إلى حوالي الـ 61 شهيداً، معظمهم من المعتقلين منذ سنتين أو أكثر.
تليها مدينة الزبداني التي وثق ناشطوها 32 شهيداً حتى اللحظة.
و من حي دمر الدمشقي وثق 31 شهيد، و29 شهيد من مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق معظمهم من الفلسطينيين المقيمين في مخيم اليرموك سابقاً، كما أحصى ناشطو حي القدم جنوب العاصمة 24 شهيداً.
ومن مدينة التل عثر على 20 شهيد، تليها جديدة عرطوز بالغوطة الغربية التي وثق بها 17 شهيداً، إضافة لـ 9 شهداء من معضمية الشام، و8 شهداء من مدينة الكسوة ومثلهم في بلدتي كناكر وقطنا، و 5 من المقيليبة، و 4 من زاكية.
أما حي كفرسوسة بدمشق فقد تم التعرف على 11 شهيد حتى اللحظة، و5 من حي المزة ، وثلاثة شهداء من قدسيا، وشهيدين من الهامة، وشهيدين من حي التضامن جنوب دمشق.
وشهيد مؤكد حتى اللحظة في كل من أحياء الميدان، والعسالي، والحجر الأسود، وركن الدين، والشاغور، إضافة لشهيد من مدينة دوما، وآخر في من بلدة خان الشيح.
وفي الحديث عن الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب، حصل مكتب دمشق الإعلامي على شهادة حديثة من أحد الناجين من سجون الأسد، والذين كان قد نقل إلى مشفى تشرين العسكري بعد إصابته بأحد الفروع الأمنية بدمشق قبل أن يفرج عنه حيث يقول :
" بشكل يومي تقريباً، كانت تصل شاحنات كبيرة من السجون والأفرع الأمنية محملة بالجثث العائدة لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب، متموضعين داخل الشاحنة بطريقة عشوائية ومكدسين فوق بعضهم"
ويضيف: "تدخل الشاحنات إلى المشفى وتفرغ حمولتها بمكان خلف المشفى، بطريقة أشبه ما تكون بنقل مواد البناء، وليس نقل جثة - جثة، وحين عودة بعضها للخلف، شاهدت عدة جثث تدهس بعجلاتها "
كما نقل لنا إحدى القصص التي شاهدها حيث قال: " جاءت إحدى العائلات لاستلام جثة تعود لابنها الذي قضى تحت التعذيب، وكان ذلك بعد وساطة كبيرة من قبل أحد المسؤولين، وحينها قال أحد عناصر النظام للأهل: " لو متأخرين ساعة ثانية كان راح مع باقي الجثث عالجماعي"، أي إلى المقابر الجماعية التي ينقل إليها الشهداء تحت التعذيب بعد توثيقهم".
وكنا سابقاً قد نشرنا شهادة في تقرير بعنوان "إعدامات ميدانية في دهاليز مشفى تشرين العسكري" لأحد المعتقلين السابقين أيضاً، تحدث فيها عن قيام نظام الأسد بتصوير جثث المعتقلين وترقيمهم بأرقام متسلسلة، حين قال آدم:
" دخلنا زنزانة مليئة بالجثث، وطُلب منا أن نخرج جميع الجثث ونضعها على قارعة الطريق الموازي للمشفى، ووضع لصاقة بيضاء على جبين كل جثمان، ومن ثم تعريتهم بالكامل، وكانت الجثث متقرحة ونحيلة وتختلف ألوانها بين الأصفر والأزرق والأحمر، ومنها ما هو منتفخ وغابت ملامح وجهه، وأعمارهم تتراوح بين الشباب إلى الكهول".
ويتابع "أول الأرقام التي سجلناها في ذاك اليوم كان رقم 72 و بعدها سجلنا 73 - 74 -75 و هكذا دواليك حتى انتهينا، بعدها أتى جندي يحمل بين يديه كميرا رقمية، و راح يمر فوق كل جثمان ويلتقط له صورة شاقوليه على مستوى الوجه تباعاً ومن ثم أخذ صور من زاوية أبعد تظهر كمَّ الجثث المترامية".
يقول ناشطون أنها وسيلة يقوم بها نظام الأسد بتوثيق القتلى الذي قضوا في سجونه، وقام أحد المسؤولين عن التصوير والمدعو -قيصر "سيزار" - بتسريب تلك الصور.
لمشاهدة صور المعتقلين من خلال صفحة -Stand with Caesar: Stop Bashar al-Assad's Killing Machine على الفيسبوك
أو من خلال موقع الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي
المصدر: مكتب دمشق الإعلامي
تعليقات
لا يوجد نتائج مطابقة
تعليقك هنا